ليست بالمعنى نفسه ولكن في هذا السياق حيث كان إقتراح الشركات السياحة الأوروبية هذا العام كسر الروتين وجعل العطلات موجهة بشكل خاص إلى الأطفال ليس بإعتماد الطرق التقليدية كقضاء العطلة على شواطئ البحر بل من خلال إدراج روح المغامرة وذلك حسب سنهم.
الشركات قسمت وجهات السياحة الجديدة وفقا لأعمار الأطفال بداية من عمر العامين وحتى أكثر من عشر سنوات. ويشير تحديد الأعمار إلى الحد الأدنى المطلوب للمشاركة في النشاطات المتاحة في الوجهة السياحية.
التقسيم كان على ستة أقسام
الأول : الأطفال الذين تتراوح اعمارهم ما بين العامين وحتى خمس سنوات :
الشركات رشحوا المغرب كأفضل مكان لتقضية العطلة حيث يشاهدون فيه حضارة مختلفة تماما عما يرونه في أوروبا، مع رحلات طيران قصيرة وعدم الحاجة إلى القيادة لمسافات طويلة. وتشير الشركات إلى برامج تشمل أسواق مراكش وقرى جبال أطلس مع إتاحة بعض الوقت أيضا للاسترخاء على الشواطئ. وهي تعتبر أن رحلات المغرب تقدم للصغار مشاهد وتجارب لا تنسى في أسواق ومدن المغرب وعلى شواطئه.
الثاني : الأطفال الذين تبلغ اعمارهم الخمس سنوات
– معسكرات سفاري في كينيا منها «ليكيبيا ويلدرنس كامب» تكون ألإختيار الأنسب لهم ، هذه المعسكرات تناسب الأطفال وتتيح لهم تعلم الكثير من المهارات ولا تتضمن رحلات سفاري طويلة. ويستطيع الأطفال مشاهدة الحيوانات الوحشية في بيئتها الطبيعية بالإضافة إلى تعلم السباحة وصيد الأسماك ورمي الرمح. وتتاح للأطفال حرية التجول في المعسكر واكتشاف أرجائه تحت رعاية مراقبين محترفين يضمنون سلامتهم. ولكنها ليست مغامرات رخيصة، حيث تتراوح التكلفة ما بين 1500 و3000 دولار للفرد تشمل رحلات الطيران والوجبات والنشاطات.
– مصر أيضا من أهم الوجهات لمغامرات الأطفال في سن الخامسة ، وبغض النظر عن الظروف السياسية الراهنة. وتقول الشركات إن مشاهدة الأهرامات وركوب الجمال وزيارة المتحف لمشاهدة مومياوات مصرية قديمة تعد من اهتمامات الأطفال الأوروبيين، ويمكن تحقيق كل هذا عبر زيارة إلى مصر تمتد لمدة عشرة أيام. وتشمل الزيارة رحلة إلى الأقصر ونزهة على سفينة نيلية ويومين في الغردقة للسباحة والاسترخاء.
– ولاية كاليفورنيا الأميركية أيضا تشمل معسكرات في محمية يوسمايت الطبيعية وركوب الدراجات على قنطرة «غولدن بريدج» في سان فرانسيسكو، ورحلات بحرية لمشاهدة الحيتان، ومراقبة رياضة ركوب الأمواج على الشاطئ وزيارة سجن الكاتراز، ثم الذهاب إلى مدينة ديزني واستوديوهات هوليوود. وتبدأ الأسعار من 2500 دولار.
الثالث : الأطفال في سن الست سنوات
– تعد تركيا هي الجهة الأولى لمغامرات هذه الفئة، حيث تشمل مشاهد الحضارة الإسلامية والآثار بالإضافة إلى معالم ومنتجعات السياحة الحديثة. ويرافق هذه المغامرات مؤرخ متخصص في رواية القصص التاريخية للأطفال. ويتعلم الأطفال الكثير من الهوايات والرياضات البحرية أثناء هذه الرحلة التي تستمر لمدة أسبوع بتكلفة تصل إلى 3000 دولار شاملة لرحلات الطيران والإقامة الكاملة.
من الجهات الأخرى التي تقترحها شركات السياحة كوبا، التي تقول إنها تتغير بسرعة ويجب زيارتها في أسرع وقت. وتقدم بعض الشركات رحلات إلى كوبا تشمل الكثير من الأنشطة للأطفال. ويمكن أثناء الرحلة تعلم الرقص اللاتيني في العاصمة هافانا مع جولة في المدينة بسيارة كلاسيكية. وخارج العاصمة توجد كهوف مغمورة وشلالات مياه وانهار يمكن السباحة فيها. ويزور الأطفال مزرعة تماسيح ويذهبون إلى الغابات مع دليل، ويبحرون على زوارق تقليدية يقفزون منها إلى المياه.
الرابع : الأطفال في سن السبع سنوات
– جزر الكناري تقدم برامج خاصة لهذه الفئة العمرية تتيح لهم تعلم رياضية ركوب الأمواج «سيرفنغ». وتتوجه أفواج السياح في عربات رباعية إلى الشواطئ الملائمة لقدراتهم وفئاتهم العمرية. ويقول المشرف على هذه الرحلات، إن ركوب الأمواج يشبه إلى حد كبير التزلج على الجليد ويتعلمه الصغار أسرع من الكبار. وتتعلم كل مجموعة من معلم خاص وبحد أدنى سبع سنوات. ويمكن لمن هم أقل من ذلك في العمر المشاركة ولكن تحت إشراف خاص.
– سريلانكا لما يقدمه هذا المكان من فرص مغامرات من نوع آخر، حيث إنها أصغر مساحة من الهند وتقول شركات السياحة إن أهلها يراعون الأطفال في كافة نشاطات السياحة فيها. ويذهب الأطفال في رحلات لمشاهدة القرود في محمية خاصة وزيارة مزارع الشاي وركوب الأفيال والذهاب في رحلات سفاري على عربات رباعية. وتشمل الرحلة أيضا تسلق بعض الجبال وزيارة بعض المعابد المحلية.
الخامس : الأطفال في سن الثامنة والتاسعة :
-شمال أوروبا : فمن المغامرات التي تناسب هذه الفئة، مشاهدة الدببة في صقيع فنلندا. وتقول الشركات المنظمة لهذه المغامرات إنها تضمن أن يشاهد السائح هذه الدببة بأعداد تصل إلى 20 دبا في الليلة الواحدة. ويرى الأطفال هذه الدببة مع صغارها. ولا تمتد الرحلة لأكثر من أربعة أيام إلا أنها تكون حافلة بمشاهدة البيئة الموحشة لجليد شمال أوروبا والحيوانات التي تعيش فيه.
-مقاطعة كامبريا في بريطانيا : تقدم فرصة أخرى للمغامرات. وهي تقدم للكبار رحلات مشي طويلة المدى لا يفضلها الأطفال بينما ينغمس الأطفال في الكثير من النشاطات العملية مثل رمي السهام وركوب الزوارق وتسلق الصخور ومباريات كرة القدم. ويجتمع الجميع في وجبة عشاء مشتركة في نهاية اليوم. وتوجهت شركات إلى فصل نشاطات الأطفال عن الكبار بعد تأكدها أن الأطفال يفضلون عالمهم الخاص ولا يقبلون كثيرا على نشاطات الكبار التي يعتبرونها مملة.
السادس : الأطفال من عشر سنوات فما فوق :
– مصر وشرم الشيخ بالتحديد فالغوص في شرم الشيخ يوفر فرصة جيدة للأطفال لتعلم رياضة جديدة مع مدربين محترفين. ويتم تدريب الأطفال على نفس أصول الغوص التي يتعلمها الكبار بداية من حمام السباحة وحتى أعماق تصل إلى 39 قدما تكفي للتجول بين الشعب المرجانية حول شواطئ شرم الشيخ. ميزة إضافية لرحلات شرم الشيخ هي أنها رخيصة الثمن نسبيا، حيث يمكن حجز رحلات بأقل ممن 800 دولار تشمل الطيران والإقامة، بينما تبلغ تكلفة دورة التدريب على الغوص نحو 400 دولار. ويمكن اختيار تجربة مختصرة للغوص قبل الالتزام بالدورة كاملة بتكلفة 70 دولارا. وبعد إنجاز الدورة يمكن للأطفال الغوص مع والديهم لاستكشاف قاع البحر. ومن لا يريد الغوص يمكنه أن يستقل زورقا بقاع زجاجي يستعرض منه قاع البحر من دون بلل ولا أسطوانات أكسجين.
-آيسلندا : من الجهات الأخرى التي تعزز روح المغامرة في الأطفال رحلات استكشاف في آيسلندا، حيث يمكن في خلال أسبوع واحد ركوب طوافات المياه السريعة وخوض كهوف بركانية ومشاهدة ينابيع المياه الساخنة وتعلم الكثير عن الطبيعة الجيولوجية لإحدى أنشط المناطق الجغرافية في العالم.
هذه الوجهات مثلت توجهات سوق السياحة الأوروبية لهذا الموسم ولكن ليست حكرا عليهم فقط فحتى السائح العربي يمكن له أن يطلع على هذه الوجهات و أن يختار منها ما يناسب أطفاله في رحلة هذا العام. وعلى رأي الشركات الأوربية التي قدمت هذه الإقتراحات فاختيار أي من هذه المغامرات أو وجهات سفر أخرى يوفر نشاطات مختلفة للأطفال سوف تنمي فيهم حب المعرفة والمغامرة بدلا من رحلات مكررة إلى شاطئ البحر لا يتعلمون فيها الكثير.