عالم المسافر

السياحة في بريطانيا بعد الألعاب الأولمبية

هل تتذكرون الصيفية الماضية والألعاب الأولمبية ؟ لنعيد شريط ذكرياتنا قليلا ،اين اقيمت ؟
نعم كانت في لندن و إنجلترا و المملكة المتحدة من 27 يوليو إلى 12 أغسطس 2012  اغلبيتنا تابعها وأكثر ما شد انتباهنا تلك التغطية الإعلامية الأكثر من الرائعة هذا كان رأينا نحن من منازلنا فما بالك ممن كان على أرض الواقع .

هذه المناسبة كانت بالنسبة لهيئة السياحة البريطانية فرصة لتبحث في مدى تأثير مثل هذه المناسبات على القطاع السياحي حيث اجرت هذه الأخيرة دراسة كانت  الغاية منها معرفة  رأيهم في   «الترحيب» من قبل  بريطانيا و«علامة دولة بريطانيا السياحية» و «المؤهّلات الرياضية والثقافية التي تتمتّع بها المملكة المتحدة».

الدراسة شاركت فيها  50 دولة وتم استطلاع آراء السياح قبل وبعد انتهاء  هذه الدورة  ليست لهدف غير معرفة  كيف تتغير الصورة العالمية لبلد معيّن قبل وبعد استضافته حدث رياضي بارز.

المهم الآن  ما توصلو إليه من خلال هذه الدراسة  :

أولا : «الترحيب» في بريطانيا  شهد  تحسّن كبير  حيث  أصبحت  تحتل  المرتبة التاسعة عالميا بعد أن كانت يحتل المرتبة ال-12 ، وبذالك أصبحت  بريطانيا في أفضل 10 مراتب وذلك للمرة الأولى .

ثانيا :  في ما يخص  «علامة دولة بريطانيا السياحية»  صنّفت 14 دولة من أصل 15 دولة شاركت في التصنيف، بريطانيا ضمن  العشر مراتب الأولى   كما وضعت تسع دول بما فيها أسواق المنشأ الأساسية وهي الولايات المتحدة الأميركية والصين واليابان وروسيا والهند، بريطانيا في المراتب الثلاث الأولى .

أما  بقية النتائج كانت :

63 % : قالوا إنّ الألعاب الأولمبية زادت اهتمامهم بزيارة بريطانيا لتمضية إجازة فيها.

75 % : من الأشخاص الذين شاهدوا التغطية الإعلامية اتفقوا على أنهم أرادوا زيارة مناطق أخرى غير لندن.

73 % : أكدو  أنّ بريطانيا قدّمت لهم أماكن بديعة لمشاهدة الأحداث الرياضية بشكل مباشر.

70 % : قالوا إنّ بريطانيا تتمتّع بريف خلاّب.

58 % : أكدو  أنّ بريطانيا تقدّم تشكيلة واسعة من المطابخ العالمية.

ولن   ننسى طبعا تقدم الرياضة  مرتبتين لتصبح ضمن  أفضل خمس مراتب في الترتيبات العامّة .

وضمن هذا الموضوع  أبدى بعض المسؤولين البريطانيين بعد  ما حسنت  هذه الألعاب الأولمبية   المجال السياحي بشكل ملحوض جدا رأيهم في ذلك نذكر مثلا  :

الرئيسة التنفيذيّة لهيئة السياحة البريطانية ساندي داو  ذكرت :

«إن استضافة لندن للألعاب الأولمبية واحتفالات الافتتاح والاختتام الرائعة وحفاوة الترحيب الذي أظهرناه لزوارنا من أنحاء العالم، قد اجتمعت كلّها لتعزّز صورة بلدنا عالميا».

ثم  أضافت :

«استغللنا مع شركائنا كل فرصة سنحت لنا للترويج لبريطانيا في الخارج، من خلال حملة التسويق وأنشطتنا على موقعَي (فيس بوك) و(تويتر)، وعبر دعوة الصحافيين المسافرين الأجانب للكتابة عن بريطانيا. وها هي جهودنا تؤتي ثمارها الآن وتبرز من خلال أعداد الزوار التي ارتفعت بشكل ملحوظ بعد انتهاء الألعاب الأولمبية بالمقارنة مع العام المنصرم، كما تبدو التوقّعات واعدة للغاية لعام 2013. وتُعتبر بريطانيا في الأصل وجهة راسخة يقصدها الزوار، كما يحتلّ قطاع السياحة لدينا مرتبة عالية. أمّا الهدف لهذا العام فيتمثّل في المحافظة على مرتبتنا في فئتَي الثقافة والتراث حيث تكمن نقاط قوّتنا، بالإضافة إلى تحقيق تحسّن في مجالات أخرى سنحت لنا الفرصة لتعزيزها، كحفاوة ترحيبنا بالزوار. ونعتزم كذلك التعويل على هذه النتائج المشجّعة لننقل هذا الرضا المتزايد إلى زوّارنا ونحقّق نموا في قطاع السياحة الذي سيؤّمن فرص عمل في أنحاء البلاد».

أما وزيرة الثقافة البريطانية ماريا ميلر قالت :

«رسّخ صيف 2012 مكانة المملكة المتحدة على الساحة العالمية، وأتاح لنا أن نغيّر نظرة العالم إلينا ونظهر أفضل ما لدى بريطانيا. هذه النتائج مشجّعة للغاية وتشير إلى أنّ المؤهّلات الرياضية والثقافية التي تتمتّع بها المملكة المتحدة، قد تحسّنت بشكل ملحوظ بفضل استضافة لندن للألعاب الأولمبية في 2012. نحن مصمّمون على منح البلاد بأكملها إرثا اقتصاديا دائما، ممّا سيعزّز السياحة والنمو».

وختاما سؤالنا المطروح هنا  هل سيواصل  المجال السياحي البريطاني تقدمه مع العلم أن   المملكة المتحدة ستستضيف   أحداث رياضية بارزة في السنوات المقبلة، نذكر منها نهائيات دوري أبطال أوروبا، وسباق فرنسا للدراجات، وبطولة كأس العالم للرغبي، وكأس دوري الرجبي العالمي، ودورة غلاسكو لألعاب الكومنولث، وكأس رايدر للغولف في غلين إيغلز عام 2014، يليها بطولات العالم لألعاب القوى التي ستقام في لندن عام 2017.