السفر من أكثر الأشياء الممتعة فهو عبارة على فرصة رائعة تمكنك من رؤية أماكن جديدة ،التعرف على أناس جدد وعادات جديدة أطعمة … كل شيء جديد غير أن هناك بعض الأشياء قد تقلقك قليلا أو كثيرا بحسب طبيعتك فطبعا لا شيء يكتمل، أهم تلك الأشياء تأثير السفر بداية من ركوب الطائرة على صحتك .
لذلك عالم المسافر اليوم إختار أن يحدثك عن التأثيرات الصحية أثناء السفر في الطائرة متطرقا حتى على مشكلة فارق التوقيت على صحتك و مقدما لك بعض الحلول :
تأثير التغير في الضغط الجوي
أثناء السفر يبلغ إرتفاع الطائرات التجارية عادة من 7 إلى 12 ألف متر فوق سطح البحر ويعدَّل ضغط كابينة السفر (داخل الطائرة) إلى 1500-2500 متر فوق سطح البحر. هذا التغير في ضغط الهواء الجوي له تأثيرات فيزيولوجية وعضوية يستطيع الإنسان السليم تحملها مع بعض الآثار الجانبية الخفيفة أما المرضى فقد تؤثر عليهم بشكل أكبر.
مثلا يسبب نقص الضغط الجوي وخاصة في الرحلات الطويلة أعراضا تشبه أعراض تسلق المرتفعات بسبب انخفاض الضغط الجوي ومن هذه الأعراض : الخمول، الصداع، الدوخة، الغثيان وغيرها ويبدأ ظهور الأعراض بعد 3 أو 4 ساعات من السفر.
أما طبيا انخفاض الضغط الجوي يسبب انخفاض في ضغط الأكسجين المستنشق من الهواء ومن ثم مستوى ضغط الأكسجين في الدم. فعند الضغط الجوي على ارتفاع 2500 متر ينخفض ضغط الأكسجين في الدم عند الإنسان الطبيعي من 95 ملم زئبق إلى 60 فقط وهذا يؤدي إلى انخفاض تشبع الدم بالأكسجين بنسبة 3 إلى 6 في المائة. وهذا الانخفاض لا يؤثر على الشخص السليم ولكنه قد يكون مؤثرا على المصابين بأمراض الصدر والقلب والدم المزمنة.
و نقص الضغط الجوي داخل الطائرة أيضا يؤدي إلى تمدد الغاز في تجاويف الجسم بنسبة 30% وهذا يسبب للإنسان الطبيعي آلاما خفيفة في الأذن وأحيانا بعض المغص. ولكن للمرضى الذين أجروا عمليات حديثة في الأمعاء قد يكون لذلك آثار ضارة. كما أن هواة الغطس (سكوبا دافينج) قد يكونون معرضين لداء الغواصين الناتج عن تخفيف الضغط في حال السفر بعد مرحلة غطس قريبة مما قد يسبب ظهور فقاعات الهواء في الدم
الحل لكل هذا :
– يُنصح المصابون بأمراض القلب والصدر المزمنة بزيارة أطبائهم قبل السفر بالطائرة وخاصة الرحلات الطويلة لتحديد مدى حاجتهم للأكسجين في الطائرة.
وفي العادة يوصى بالأكسجين للمرضى الذين يكون لديهم ضغط الأكسجين في الدم عند الراحة أقل من 70 ملم زئبق أو تشبع الدم بالأكسجين 92 بالمائة أو اقل. ويستطيع المرضى الحصول على الأكسجين في الطائرة، ولكن يتوجب عليهم قبل ذلك زيارة الطبيب لكي يكتب تقريرا لشركة الطيران لتوفير الأكسجين للراكب.
– يُنصح الغطاسون بأن يكون سفرهم بالجو بعد 12 ساعة أو أكثر من آخر غطسة. أما الغطاسون الذين يقومون بأكثر من غطسة في اليوم فينصح بأن لا يسافروا بالجو قبل 24 من آخر غطسة.
الأمراض المعدية في الطائرة:
المعروف أن الأمراض المعدية أكثر إنتقالا إذا قضيت وقت طويلا في مكان مغلق وبما أنك ستقوم بتقضية فترات طويلة داخل الطائرة فإن احتمال انتقال العدوى يصبح نظريا أكبر .مع العلم أنه منذ عام 1946 ثبت انتقال بعض الأمراض المعدية في الطائرات مثل الأنفلونزا والحصبة ومرض سارز والدرن وغيره.
والحلول المقدمة داخل الطائرات أن معظمهم يعيدون تدوير 50% من الهواء في كابينة الطائرة ويستخدمون فلاتر هواء عالية الفعالية لتنقية الهواء. ومن التجارب المسجلة إصابة 22 راكبا ومضيفا بمرض السارزفي الطائرة الصينية 112.
الحل :
لا توجد حلول واضحة إلى الأن ولكن بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 مباشرة، وجد العلماء أن النقص الشديد في حركة الملاحة الجوية في تلك الفترة في أمريكا صاحبها تأخر موسم الأنفلونزا التقليدية 13 يوما.يعني برأيهم التقليل من السفر أثناء فترة إنتشار الأوبئة حل لتفادي انتشارها .
الإصابة بالتجلط الوريدي:
هل تعلم أن الرحلات الطويلة تزيد احتمال تجلط الأوردة بنسبة أربعة أضعاف سواء كنت مسافر في الدرجة السياحية أو درجة رجال الأعمال و أن زيادة احتمالات التجلط هي نتيجة لبعض العوامل التي تزداد خلال السفر بالطائرة مثل قلة الحركة، الجفاف، نقص الأكسجين في الدم، وتزداد عند المصابين بالسمنة أو الأورام أو من أُجري لهم عمليات جراحية حديثا أو المصابين بأمراض القلب أو الصدر المزمنة.
الحل :
يُنصح المسافرون في رحلات طويلة بالإكثار من السوائل وتقليل القهوة والمشي في الطائرة أو أداء تمارين الأرجل بصورة دورية خلال الرحلة.
التعرض للأشعة:
أن تكون على إرتفاع 12 ألف متر مثلا فوق سطح البحر هذا يعني أنك معرض بصورة أكبر لبعض أشعة الشمس الضارة والأشعة من خارج النظام الشمسي.
الحل :
منذ عام 1991 أصدرت الهيئة العالمية للحماية من الأشعة توصيات بضرورة مراقبة العاملين في الطائرات وقياس مدى تعرضهم للإشعاع من أجل تقليل تعرضهم للأشعة المضرة.وقد يكون الخوف من الإشعاع أكثر عند الحوامل بسبب الخوف من تعرض الجنين للأشعة. ولا توجد توصيات عالمية متبعة لعامة المسافرين حتى الآن.
مشكلة اختلاف التوقيت:
اختلاف التوقيت بسبب السفر ينتج عن السفر السريع كالسفر بالطائرة عبر عدة نطاقات زمنية، كالسفر من السعودية إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو العكس يعني السفر باتجاه الغرب أو الشرق.
أن تسافر مثلا من الغرب إلى الشرق دون ذكر أسماء دول معينة يعني أنك ستنتقل من توقيت مكان إلى توقيت مكان آخر وهذا الإختلاف يتسب في أعراض مختلفة تبدأ بالظهور خلال اليوم الأول أو الثاني من السفر عبر نطاقات زمنية متعددة وتؤدي الأعراض المصاحبة لاختلاف التوقيت إلى التغير الحاد الذي يطرأ على الإيقاع اليومي أو الساعة الحيوية في الجسم، حيث يجب على الشخص الاستيقاظ عندما يطلب جسمه النوم، والنوم عندما يطلب جسمه الاستيقاظ.
وقد يشكو الأشخاص المسافرون لمسافات طويلة من الأعراض التالية:
الأرق، النعاس في الأوقات التي تتطلب الاستيقاظ، قلة النشاط خلال النهار، آلام في الجسم، الصداع، تعكر المزاج، نقص في الشهية، آلام في المعدة وحموضة، اضطراب الجهاز الهضمي، زيادة التبول أثناء الليل.
الحل :
لا توجد أي استراتيجية أو أسلوب علاجي يمكنه التخلص من مشكلة اختلاف التوقيت بصورة فاعلة ودائمة. ولكن قد نقدم لك بعض النصائح السلوكية التي قد تساعد على سرعة التأقلم مع اختلاف التوقيت في جهة السفر:
-قم بتغيير وقت نومك واستيقاظك يومين أو ثلاثة قبل سفرك ليتناسب مع وقت النوم والاستيقاظ في وجهة سفرك. فإذا كنت مسافرًا باتجاه الغرب، حاول تأخير مواعيد نومك واستيقاظك تدريجيًا بمعدل ساعة يوميًا. أما إذا كنت مسافرًا باتجاه الشرق فحاول تقديم موعد استيقاظك ونومك تدريجيًا.
– عند صعودك إلى الطائرة، عدّل عقارب ساعتك إلى توقيت جهة سفرك. وإذا أمكن قم بذلك التعديل يومًا أو يومين قبل موعد سفرك لأن ذلك يساعد على سرعة التكيف مع التوقيت الجديد.
– في الأيام الأولى، تجنب الوجبات الثقيلة في الأوقات التي لا تتناسب مع مواعيد أكلك في موطنك حتى تتوافق الساعة الحيوية في جسمك مع التوقيت الجديد، فقد أوضحت إحدى الدراسات أن ذلك قد يؤدي إلى الاختلال في إفراز بعض الهرمونات كالأنسولين وزيادة مفاجئة في مستوى الجلوكوز والدهنيات.
وأخيرا أعمال قم بها وأنت في الطائرة :
– قم بتمرين العضلات وأنت في مقعدك حتى تتجنب آلام وشد العضلات.
– حاول المشي في الطائرة لتنشيط العضلات عدة مرات خلال الرحلة.
– تجنب المنبهات كالشاي والقهوة وكذلك الكحوليات أثناء الرحلة.
– حاول شرب كميات جيدة من الماء خلال الرحلة؛ حيث إن بيئة الطائرة تؤدي إلى الجفاف.
– إذا كانت رحلتك ستصل إلى وجهة سفرك في النهار، حاول النوم خلال الرحلة حتى تصل نشيطًا. إما إذا كانت رحلتك ستصل ليلا، فحاول التقليل من النوم بالطائرة حتى تستطيع النوم عند وصولك.
[…] صحتك أثناء السفر في الطائرة […]